يحكيها لكم / عبدالرحمن جمال محمد زين
أعزائي الكرام متابعي مدونة السعادة اليوم سأحكي لكم هذه القصة التي هي عبارة عن موقف حدث بين ملياردير أمريكي وصياد مكسيكي ، يمكن أن نعنون لها ( السعادة الحقيقية )
يُحكى أنه كان هناك ملياردير أمريكي في أواخر الستينات من عمره بدأ من الصفر وبنى ثرواته الهائلة من التجارة وإدارة الأعمال ، كدح لسنين طويلة ليلاً ونهاراً
وبعد كل هذه السنين من الجهد والتخطيط والسهر يرى أنه قد حان الأوان للراحة والدعة
فهو يتنقل من بلد إلى أخرى يستمتع بالمناظر الخلابة والجو الصافي النقي البديع
وفي ذات يوم كان يجلس على كرسيه الوثير في الفناء الواسع أمام أحد منازله الفاخرة على أكبر أنهار المكسيك
ولفت نظره وجود صياد مكسيكي بسيط الحال منهمك في الصيد
فنظر رجل الأعمال الأمريكي إلى حال ذلك الصياد فوجد مركب صيد قديم متهالك وأدوات صيد بدائية كما رأى بجانبه كمية غير كثيرة من السمك
ولما رأى الصياد يجمع أدواته ويهم بالانصراف تعجب ودعا الصياد ليتحدث إليه فلما جاء إليه سأله :
"كم تحتاج من الوقت لاصطياد مثل هذه الكمية من السمك" ؟
قال الصياد : "أحياناً دقائق قليلة وأحياناً يصل الأمر إلى ساعتين يا سيدي"
فسأله الملياردير : "فقط"؟
أماء الصياد برأسه إيجابياً وهو يتسائل في نفسه : لمَ يهتم هذا الثري بمثلي ؟!!
فعاد وسأله الملياردير : "ولماذا لا تقضي وقتاً أطول إذاً في الصيد فتصطاد كميات أكثر وتكسب المزيد من الأموال" ؟!!
فأجاب الصياد : "ما أصطاده يكفيني وزوجتي وأبنائي .. وحينما أريد شراء شيئاً أستزيد من الصيد لأشتريه"
فتعجب الملياردير وسأله : "بهذه البساطة" ؟!!
قال الصياد بهدوء : "نعم .. أنام ما يكفيني من الوقت .. أصحو نشيطاً .. أصطاد ما يكفي حاجتي .. أعود لأنام القيلولة في النهار .. أصحو لأهتم بصغاري وزوجتي .. في الليل أحياناً أتجول مع الأصدقاء في القرية ونجلس ونتسامر في الليل .. يا سيدي أنا حياتي مليئة ولا أحب أن يطغى عليها العمل".
هز الملياردير العجوز رأسه في عدم اقتناع ثم قال له : "سوف أسدي لك نصيحة غالية .. فأنا رجل منحته سنين عمره الطويلة خبرات كبيرة :
هذه هي السعادة الحقيقية يا رجل".
صمت الصياد لثوانٍ ثم سأل الملياردير العجوز : "ولكن سيدي .. كم أحتاج من الوقت لتحقيق مثل ذلك"؟
ضحك الملياردير وقال : "هذا يرجع إلى مدى مهارتك وحنكتك في التعامل مع الحياة .. ولكني أرى أنه ما بين 15 إلى 20 عاماً فقط"
عقد الصياد حاجبيه وهو يسأل : "وماذا بعد"؟
لمعت عينا الملياردير وهو يقول : "تملك ملاييين الدولارات أيها الرجل"
نظر الصياد إلى الرجل ثم عاد وسأله : "وماذا بعد" ؟
نظر الملياردير إلى الصياد بتعجب وأجاب : "تترك التجارة والشقاء لأبناءك وتستمتع بما بقي لك من العمر .. تسترخي في منازل فاخرة في أجمل بقاع الأرض ..
تستمتع مع زوجتك وأبناءك وأحفادك .. تنام القيلولة التي أردت .. وتلعب مع أحفادك .. تفعل كل ما تريد يا رجل" !!
فابتسم الصياد وهو يقول في هدوء : "هل تريد مني أن أقضي ما يقرب من 20 عاماً من عمري كادحاً في عمل متواصل ..
لا أرى أبنائي وزوجتي إلا قليلاً .. لا أستمتع بوقتي ولا بصحتي ولا حتى بأموالي
كل ذلك أضحي به لأصل في النهاية إلى (ما أنا عليه أصلاً)" ؟!!!
ثم أكمل في حماس : "إن كانت السعادة الحقيقية كما قلتَ أنت في الاسترخاء وراحة البال
والوجود في وسط الزوجة والأبناء والاستمتاع برفقة الأهل والأصدقاء
فأنا الآن أعيش هذه السعادة الحقيقة ولا أجد سبباً يجعلني أرجئها 20 عاماً".
إنتهت القصة والعبرة هي آخر كلمات الصياد إقرؤوها ثانية وتأملوها ، فقد أعطى درساً لهذا الرجل الغني وللكثيرين من أمثاله ممن يعتقدون أن السعادة فقط في جمع الأموال في هذه الدنيا الفانية ، يجمعون المال ويرجؤون التمتع به مع أنهم قد يرحلون عنه ويستمتع به غيرهم وهذا يذكرني بقول الشاعر :
وذو حرص تراه يلمّ وفراً لوارثه ويدفع عن حماه
ككلب الصيد يمسك وهو طاوٍ فريسته ليأكلها سواه
فهؤلاء الذين يجمعون المال ويستمتع به ورثتهم مثلهم كمثل كلب الصيد الذي يمسك فريسته وقد يكون جائعاً ولكن يأكلها أسياده .
لا أطيل عليكم أحبائي ولكن أحيلكم إلى قصيدة رائعة كنت قد نشرتها في قسم الأدب وهي للشيخ القرضاوي يتحدث فيها عن السعادة ، إقرؤوها واستمتعوا بها . وأسأل الله أن يسعدنا جميعاً في الدنيا والآخرة .
أعزائي الكرام متابعي مدونة السعادة اليوم سأحكي لكم هذه القصة التي هي عبارة عن موقف حدث بين ملياردير أمريكي وصياد مكسيكي ، يمكن أن نعنون لها ( السعادة الحقيقية )
يُحكى أنه كان هناك ملياردير أمريكي في أواخر الستينات من عمره بدأ من الصفر وبنى ثرواته الهائلة من التجارة وإدارة الأعمال ، كدح لسنين طويلة ليلاً ونهاراً
وبعد كل هذه السنين من الجهد والتخطيط والسهر يرى أنه قد حان الأوان للراحة والدعة
فهو يتنقل من بلد إلى أخرى يستمتع بالمناظر الخلابة والجو الصافي النقي البديع
وفي ذات يوم كان يجلس على كرسيه الوثير في الفناء الواسع أمام أحد منازله الفاخرة على أكبر أنهار المكسيك
ولفت نظره وجود صياد مكسيكي بسيط الحال منهمك في الصيد
فنظر رجل الأعمال الأمريكي إلى حال ذلك الصياد فوجد مركب صيد قديم متهالك وأدوات صيد بدائية كما رأى بجانبه كمية غير كثيرة من السمك
ولما رأى الصياد يجمع أدواته ويهم بالانصراف تعجب ودعا الصياد ليتحدث إليه فلما جاء إليه سأله :
"كم تحتاج من الوقت لاصطياد مثل هذه الكمية من السمك" ؟
قال الصياد : "أحياناً دقائق قليلة وأحياناً يصل الأمر إلى ساعتين يا سيدي"
فسأله الملياردير : "فقط"؟
أماء الصياد برأسه إيجابياً وهو يتسائل في نفسه : لمَ يهتم هذا الثري بمثلي ؟!!
فعاد وسأله الملياردير : "ولماذا لا تقضي وقتاً أطول إذاً في الصيد فتصطاد كميات أكثر وتكسب المزيد من الأموال" ؟!!
فأجاب الصياد : "ما أصطاده يكفيني وزوجتي وأبنائي .. وحينما أريد شراء شيئاً أستزيد من الصيد لأشتريه"
فتعجب الملياردير وسأله : "بهذه البساطة" ؟!!
قال الصياد بهدوء : "نعم .. أنام ما يكفيني من الوقت .. أصحو نشيطاً .. أصطاد ما يكفي حاجتي .. أعود لأنام القيلولة في النهار .. أصحو لأهتم بصغاري وزوجتي .. في الليل أحياناً أتجول مع الأصدقاء في القرية ونجلس ونتسامر في الليل .. يا سيدي أنا حياتي مليئة ولا أحب أن يطغى عليها العمل".
هز الملياردير العجوز رأسه في عدم اقتناع ثم قال له : "سوف أسدي لك نصيحة غالية .. فأنا رجل منحته سنين عمره الطويلة خبرات كبيرة :
أولاً : يجب أن تفرغ غالب يومك في الصيد .. حتى تتضاعف كمية ما تصطاده وبالتالي يتضاعف ربحك
ثانياً : بعد فترة الادخار ومع تقدمك المادي تشتري مركباً أكبر وأحدث ليساعدك في الوقت فتجني ارباحاً أكبر
ثالثاً : يمكنك بعد ذلك بفترة ومع ادخار أرباحك أن تشتري عدة قوارب للصيد
رابعاً : ستجد نفسك وبعد فترة ليست كبيرة صاحب أسطول بحري كبير للصيد وبدلاً من قضاء الوقت والجهد في بيع السمك مباشرة للناس ستستريح ببيعك فقط للموزعين
وأخيراً : وبعد كل هذا النجاح ستستطيع وبكل سهولة أن تُنشأ مصانع التعليب الخاصة بك والتي يمكنك بها التحكم في إنتاجك من الأسماك وكميات التوزيع أيضاً
وهكذا .. من نجاح إلى آخر حتى تصبح مليونيراً أو مليارديراً كبيراً مثلي يُشار إليه بالبنانثانياً : بعد فترة الادخار ومع تقدمك المادي تشتري مركباً أكبر وأحدث ليساعدك في الوقت فتجني ارباحاً أكبر
ثالثاً : يمكنك بعد ذلك بفترة ومع ادخار أرباحك أن تشتري عدة قوارب للصيد
رابعاً : ستجد نفسك وبعد فترة ليست كبيرة صاحب أسطول بحري كبير للصيد وبدلاً من قضاء الوقت والجهد في بيع السمك مباشرة للناس ستستريح ببيعك فقط للموزعين
وأخيراً : وبعد كل هذا النجاح ستستطيع وبكل سهولة أن تُنشأ مصانع التعليب الخاصة بك والتي يمكنك بها التحكم في إنتاجك من الأسماك وكميات التوزيع أيضاً
هذه هي السعادة الحقيقية يا رجل".
صمت الصياد لثوانٍ ثم سأل الملياردير العجوز : "ولكن سيدي .. كم أحتاج من الوقت لتحقيق مثل ذلك"؟
ضحك الملياردير وقال : "هذا يرجع إلى مدى مهارتك وحنكتك في التعامل مع الحياة .. ولكني أرى أنه ما بين 15 إلى 20 عاماً فقط"
عقد الصياد حاجبيه وهو يسأل : "وماذا بعد"؟
لمعت عينا الملياردير وهو يقول : "تملك ملاييين الدولارات أيها الرجل"
نظر الصياد إلى الرجل ثم عاد وسأله : "وماذا بعد" ؟
نظر الملياردير إلى الصياد بتعجب وأجاب : "تترك التجارة والشقاء لأبناءك وتستمتع بما بقي لك من العمر .. تسترخي في منازل فاخرة في أجمل بقاع الأرض ..
تستمتع مع زوجتك وأبناءك وأحفادك .. تنام القيلولة التي أردت .. وتلعب مع أحفادك .. تفعل كل ما تريد يا رجل" !!
فابتسم الصياد وهو يقول في هدوء : "هل تريد مني أن أقضي ما يقرب من 20 عاماً من عمري كادحاً في عمل متواصل ..
لا أرى أبنائي وزوجتي إلا قليلاً .. لا أستمتع بوقتي ولا بصحتي ولا حتى بأموالي
كل ذلك أضحي به لأصل في النهاية إلى (ما أنا عليه أصلاً)" ؟!!!
ثم أكمل في حماس : "إن كانت السعادة الحقيقية كما قلتَ أنت في الاسترخاء وراحة البال
والوجود في وسط الزوجة والأبناء والاستمتاع برفقة الأهل والأصدقاء
فأنا الآن أعيش هذه السعادة الحقيقة ولا أجد سبباً يجعلني أرجئها 20 عاماً".
إنتهت القصة والعبرة هي آخر كلمات الصياد إقرؤوها ثانية وتأملوها ، فقد أعطى درساً لهذا الرجل الغني وللكثيرين من أمثاله ممن يعتقدون أن السعادة فقط في جمع الأموال في هذه الدنيا الفانية ، يجمعون المال ويرجؤون التمتع به مع أنهم قد يرحلون عنه ويستمتع به غيرهم وهذا يذكرني بقول الشاعر :
وذو حرص تراه يلمّ وفراً لوارثه ويدفع عن حماه
ككلب الصيد يمسك وهو طاوٍ فريسته ليأكلها سواه
فهؤلاء الذين يجمعون المال ويستمتع به ورثتهم مثلهم كمثل كلب الصيد الذي يمسك فريسته وقد يكون جائعاً ولكن يأكلها أسياده .
لا أطيل عليكم أحبائي ولكن أحيلكم إلى قصيدة رائعة كنت قد نشرتها في قسم الأدب وهي للشيخ القرضاوي يتحدث فيها عن السعادة ، إقرؤوها واستمتعوا بها . وأسأل الله أن يسعدنا جميعاً في الدنيا والآخرة .